تحيي بلادنا اليوم الذكرى الخامسة لملحمة مدينة بن قردان التي ستظل محطة مضيئة في تاريخ تونس الحديث وراسخة في الذاكرة الجماعية لشعبنا الأبيّ وفي وجدانه.
ففي مثل هذا اليوم من سنة 2016 تصدّى الجيش الوطني وقوات الأمن الداخلي بمختلف أسلاكها والمواطنون ببسالة لمجموعة من الإرهابيين والقضاء على 50 منهم وإلقاء القبض على آخرين.
وقد برهنت القوات المسلحة عن جاهزيتها ويقظتها وحرفيتها في الذود عن الوطن.
وأكدت هذه المعركة المصيريّة أن قوة بلادنا تكمن في وحدة شعبها ممّا جعلها عَصِيَّةً على الإرهابيين الذين أرادوا إستهداف أركان الدولة ومؤسساتها ومكتسباتها والمسار الديمقراطي و قيم المجتمع ونمط الحياة الذي إختاره الشعب التونسي.
وقد مثّلت ملحمة بن قردان نقطة تحوّل نوعيّ في الحرب على الإرهاب، حيث إلتقت إرادة الأهالي رجالًا ونساءً شيبًا وشبَابًا مع إرادة جنودنا وأمنييّنا البواسل للوقوف كرجل واحد سدًّا منيعا للتصدّي للإرهابيين في لحظة فارقة، بَشّرَتْ آنذاك ببداية إنهيار ما يُسمّى بتنظيم دَاعِشْ وهزيمة عناصره ومناصريه في أكثر من مدينة عربية.
كما مثّلت هذه الملحمة انتصارًا اكتسى بعدا إستراتيجيًا جنّب البلاد والمنطقة بأسرها خطرا داهِمًا كان من الممكن أن تكون له تداعيات سلبيّة على أمنهما وإستقرارها. وبيّنت هذه الملحمة أيضا أنّ أعداء الدّين والحرية والحياة لا مكان لهم فوق أرضنا الطيبة. ولنا في تاريخ تونس المعاصر ما يقيم الدليل على أن الانتصار كان دوما لقيم الحداثة والاعتدال والتسامح والإنفتاح والفكر المستنير ودولة القانون والمؤسسات.
1,519 عدد المشاهدات, 1 قراءة اليوم